تحديثأسرة المعاق بين المطرقة والسندان - الإرشاد والتمكين الأسرى .. ...

أ/رانيا عثمان

أسرة المعاق بين المطرقة والسندان - الإرشاد والتمكين الأسرى رانيا عثمان .......... الاسرة هي اللبنة الأساسية لكل المجتمعات والضمان الأول لأمنها وستقرارها وسعادتها ، حيث تنظر الأسرة الى أطفالها بإعتبارهم الإمتداد الطبيعي لهم وانه أمر يستحق منهم بذل الكثير من التضحيات في سبيل تنشأة هذا الطفل بشكل سليم يضمن لهم زيجة يمكن الاستناد عليها وقت كبرهم وامتداد صالح لهم . ولذا فإن قدوم الطفل الطبيعي يعني مزيد من الإلتزامات ومن ثم مزيد من الضغوط النفسية والمادية على الوالدين إلى أن يشب ويتمكن من الإعتماد على نفسه ، واذا كان الطفل من ذو الإعاقة لا شك سيكون الأمر أشد تأثيراً على نمط حياة الاسرة ,وسيزيد من هذه الضغوط والالتزامات . عند تعرض الأسرة لصدمة إصابة احد اطفالها بالاعاقة يكون لها ردود أفعال مختلفة، وتختلف تلك الردود تبعا لشدة الإعاقة ، ومدى وعي الاسرة وقدرتهم على تخطي تلك الازمة وكذلك على نوعية الدعم المقدم لها وقد قد يعوق ذلك في بعض الأحيان قدرتها على رعاية هذا الطفل ومساعدته بالشكل الذي يحتاجه ، ومن هنا يأتي دور المؤسسات المعنية بخدمة ذوي الإعاقة واسرهم والذي بدورهم يقومون بتقديم الدعم المعلوماتي والنفسي المطلوب لمساعدة الاسرة على تفهم المشكلة والوصول بهم لمرحلة التقبل والتكيف والتعامل بعقلانية مع مشكلة طفلهم بما يمكنهم من تفهم مشكلاته واحتياجاته ومن ثم مساعدته في الحصول عليها ، واثناء رحلة الاسرة في تدريب وتعليم وتأهيل ابنهم يواجهون العديد من المشكلات والضغوطات والتي تكون في كثير من الأحيان محبطة و قد تعيد لديهم مشاعر الحزن والاسى مرة أخرى فيأتي دور المؤسسات التعليمية مرة أخرى لتمد يد العون للاسرة لاخراجها من تلك الدائرة
وبإعتبار أن الأسرة هي احد اهم مقومات نجاح البرنامج التدريبي للطفل واي خلل بها سيؤدي لفشل عملية التأهيل والتدريب ، ولذا فانه لزاما على جميع الاختصاصيين وبجانب اجادتهم لكيفية بناء وتنفيذ برنامج تدريبي للطفل ان يجيدوا كذلك كيفية ارشاد وتمكين اسرته بشكل مهني وإحترافي ، حيث أن أي جهد يبذل في رعاية الأطفال ذوي الإعاقة سواء أكان جهدا علاجيا أو تعليميا أوتدريبيا أو تأهيلياً يعد جهدا منقوصا محدود الفائدة ما لم يصاحبه تدخلا موازي مكملا له من اسرته ، وعليه اذا اردنا النجاح للبرنامج التدريبي الموضوع للطفل يجب ان يستند لأسرته (العلاقات الأسرية ، واتجاههم نحو الإعاقة ، ودرجة تقبلهم لأبنهم ، وأثر وجود هذا الطفل على حياتهم وأولويات احتياجاتهم من مخرجات البرنامج التدريبي لابنهم . الإرشاد والتمكين الاسري أحد أهم الخدمات التي تقدمها المؤسسات التعليمية من خلال المختصين للاسرة لتعينهم على التغلب على الصعوبات التي تعترضهم في رحلتهم لتعليم وتدريب ابنهم في حالة من التقبل النفسي لتلك المشكلة . ظهر الإرشاد النفسي مرتبطا بحركة اختيار المهنة الملائمة للشخص ذوي الإعاقة من خلال مكتب التوجيه المهني في بوسطن - أمريكا الذي أسس في عام 1908 م على يد فرانك رسونز ، ، ، وقد كتب رسونز 1909 م عن إرشاد أسر ذوي الاعاقة وأهم المشكلات التي تعاني منها تلك الأسر أسماه " اختيار مهنة "، وكانت مهمته إيجاد وسائل يمكن من خلالها وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، وكانت مهمته جمع المعلومات عن الفرد وعن المهنة والتوافق بينهما

ومن هنا نشأت فكرة أهمية أرشاد وتمكين أسر ذوي الاعاقة وتنفيذ برامج متنوعة وبمستويات مختلفة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاختلافات في مدى تقبل تلك الاسر للمشكلة ومدي تعاطيهم معها وقدرتهم على مساعدة ابنهم ولاتقل برامج الإرشاد والتمكين الأسري أهمية عن البرامج التربوية والعلاجية التي تقدم للطفل نفسه .

ولذا أصبح الاهتمام بتحسين الظروف والأوضاع البيئية والأسرية للأطفال ذوي الإعاقة جزءا لا يتجزأ من خدمات التربية الخاصة ، كما أصبحت البرامج الموجهة إلى الأسرة Oriented Family Programs وبرامج الرعاية المنزلية للطفل Home – Based - Programs من أهم استراتيجيات عملية التأهيل والتدريب الصحيحة للأطفال ذوي الإعاقة
وتقدم خدمات الارشاد والتمكين الاسري في شكل دعم نفسي ومادي ومعلوماتي على النحو التالي :ـ الدعم الأسري Family Support العاطفي والاجتماعي والاقتصادي والإرشادي تحسين نوعية حياة الاسرة من خلال دعم المشاريع الصغيرة للاسرة والدعم المادي المباشر الدعم المعلوماتي للمساعدة على فهم حالة الطفل من ذوي الاعاقة ومشكلاته وتقبله ردود الأفعال الوالدية والأسرية السلبية إزاء أزمة ميلاد الطفل من ذوي الإعاقة مشاعر الحسرة والحزن والأسى النابعة من موت حلمهما الذي ظل يراودهما طويلا في الحصول على طفل معافى وسليم وذكي الشعور بالذنب عندما يحملون انفسهم مسئولية أسباب إصابة ابنهم بالاعاقة أيا ماكانت الشعور بالخوف على مستقبل ابنهم وكونه اصبح معتمداً عليهما مدى الحياة وتظل هذه المشاعر تتجدد وتصبح كدائرة يدخلونها من حين لأخر اثناء رحلتهم في تدريب وتعليم ابنهم ويخرجون منها ويتجاوزنها بمجرد تلقيهم الدعم المناسب وهكذا .....